26 جانفي 1978 ..ارث ثقيل من انتهاك الدولة لحقوق الانسان..لم يحسم بعد
أحيى الاتحاد العام التونسي للشغل يوم الجمعة الذكرى 46 لأحداث 26 جانفي 1978 أو ما عرف بأحداث الخميس الأسود تحت شعار "حتى لا ننسى" وذلك بمشاركة عدد من قدماء النقابيين.
وأكدت عضو المكتب التنفيذي للاتحاد العام التونسي للشغل سهام بوستة في تصريح لموزاييك أهمية إحياء هذه الذكرى التي تعد حدثا هاما في تاريخ تونس حين عاش الشعب التونسي يوما داميا سقط خلاله العديد من الشهداء والضحايا وسجن خلاله النقابيين وانتهكت حقوق الإنسان من أجل الدفاع عن مطالب مشروعة ومن أجل الدفاع عن الحقوق الفردية والعامة والدفاع عن استقلالية العمل النقابي.
وأضافت بوستة أنه من خلال إحياء هذه الذكرى هناك استذكار لعبر ورسائل من الضروري رفعها مؤكدة ضرورة تسجيل يوم 26 جانفي في الذاكرة الوطنية بعد اضطهاد نقابيين وحقوقيين واعلاميين في هذا اليوم، وفق قولها.
وقالت بوستة إنّه حان الوقت من أجل أن يصبح يوم 26 جانفي يوما وطنيا قارا ومناسبة موثقة يقف خلالها الشعب التونسي على ما وقع ذلك اليوم ويستعيد الذاكرة النضالية للنقابيين والإتحاد العام التونسي للشغل، حسب تعبيرها.
كما اكدت ضرورة فتح ملفات ''تقتيل أجهزة الدولة وتعذيبها للتونسيين وتحميل المسؤولية لمن أشرف على ذلك لأنه ارث ثقيل لانتهاكات حقوق الإنسان يسجله هذا اليوم''.
وأضافت عضو المكتب التنفيذي للاتحاد العام التونسي للشغل: "المسؤولية الأخلاقية للدولة أن تكشف وتساءل وتحاسب من مارس انتهاكات في حق النقابيين والاعلاميين والحقوقيين والشعب التونسي الذي انتفض في يوم إضراب عام من أجل مطالب سياسية واقتصادية واجتماعية ..وانتفض خلاله النقابيون من اجل استقلال القرار النقابي''.
وتابعت: "الذاكرة نستشف منها الدروس ونستخلص منها الرسائل.. لأن التضييق على الحق النقابي وانتهاك كرامة العمال والتضييق عليهم برفض حق التفاوض والحوار بمناشير تعرقل العمل النقابي يحيل إلى وجود تقاطع وتشابه بين ما حصل في 1978 وما يحصل حاليا في بلادنا ..وهو ما يدعو إلى رص الصفوف والوحدة وضرورة توخي منهج الحوار من قبل حكومات تحترم نفسها وتعتبر بتاريخها لأن تونس لا يمكن أن نتفرد فيها بالشأن العام أو نمارس فيها تسلط وانفراد بالرأي ".
ويذكر أن تونس شهدت يوم 26 جانفي 1978 مواجهات دامية هزت البلاد إثر الصدامات العنيفة_ التي شهدها ذلك اليوم الذي شهد اضرابا عاما ويوصف بالاسود في تاريخ البلاد_ بين الطبقة الشغيلة يقودها اتحاد الشغل ونظام الرئيس الأسبق الحبيب بورقيبة.
وخلفت هذه الأحداث قتلى وجرحى وامتلأت السجون بآلاف من العمال والنقابيين والطلبة وغيرهم.
كريم وناس